جاءتني يوم الوداع
فبكت و ألقت برأسها فوق ذراعى قالت حبيبى حان الفراق يا من كنت فى النهار بسمتى
و فى بهيم الليل شموعى
يا من كان فى صوتك بهجتى
و فى عينيك كبريائى و خضوعى
قلت حبيبتى لن أنساكِ
يا شمسا" أضاءت حياتى
يا قمرا" سكب ضِياهُ فوق ربوعى
يا من كان هواكِ سَفينتى
و العشقُ و الولهُ شِراعى
قالت حبيبى اعطنى منك تذكارا"
قلت أعددتُ لكِ باقة" من الشِعر
مزجتها بلهيب الشوق و دموعى
ثم غلفتها بحنينى إليكِ و التياعى
فسال الدمعُ من عينى و عيناها
فالحبُ الذى أبكانى
هو الذى أبكاها
ثم أخذت بيدى
فأمسكت بيداها
قالت حبيبى منذ متى أصبحت شاعرا"
قلتُ منذ رأت عينى عيناكِ
و منذ ذاب الفؤادُ عِشقا" فى هواكِ
قالت حبيبى سوف أزورك فأين أجدُك
قلتُ إن أردتِ أن تزورينى فابحثى عنى
فى دنيا الأحزان
أو عند قبر انسان
فإن وجدتِ بقايا إنسان
فاعلمى أنه أنا ذاك العاشقُ الولهان
و إن مِتُ فتعالى عند قبرى
و اسكُبى دمعتين قبل الرحيل
أو قَبِلى الثرى فوق رُفاتى
و قولى حلم ذاك الفتى صار مستحيل
صار مستحيل
قالت حبيبى و كيف سأعرفُ قبرك من بين القبور
قلتُ ستجدين مكتوبٌ عليه :
عاش حزين و مات حزين