[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قال الأمين
العام للجبهة الشعبية في المعتقل أحمد
سعدات في بيان له بذكرى استشهاد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبوعلي
مصطفى " نقف وإياكم اليوم بقلوب منحنية وهامات شامخة احتراما وإجلالا لمن كان
قد لخص معنى الانتماء الحقيقي للوطن وأغمض عينيه على رسم فلسطين، الوطن، الهوية
والقضية". وأضاف بأن وقوف
الشعب الفلسطيني أمام هذه المناسبة المفعمة بأرقى معاني والفداء والبطولة في ظل مرحلة تعتبر بتناقضاتها
الأكثر صعوبة وخطورة من عمر تاريخ ثورتنا وقضيتنا المعاصرة، وذلك من جراء استمرار
حالة التصعيد والإرهاب المنظم التي تماسه دولة الاحتلال الصهيوني. وأكد سعدات على خطورة
الانقسام الفلسطيني الذي ينهش من جسد شعبنا ويمزق وحدته، منوها إلى ضرورة التصدي
لعمليات القتل والقمع ومصادرة الحريات التي تقوم بها الأنظمة الرجعية و الظلامية
في بعض البلدان العربية. وأوضح أن المدرسة الثورية التي قادها ومثل سجاياها ومفاهيمها الثورية
والأخلاقية شهداء ثورتنا وفي مقدمتهم الشهيد أبو علي مصطفى والشهيد ياسر عرفات
والحكيم جورج حبش والشيخ أحمد ياسين والشيخ فتحي الشقاقي والرفيق عمر القاسم
وكنفاني ووديع حداد والكمالين وغيرهم من الأعلام الثورية التي غدت أيقونات خالدة
لهذه المدرسة الثورية. وقال " نحن نقف لنحيي ذكرى استشهاد القائد والمعلم الخالد أبو
علي مصطفى الأمين العام الثاني لحزب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعضو اللجنة
التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية العائد للوطن على وقع مبدأه الأصيل"
عدنا لنقاوم لا لنساوم"وصاحب الدعوة الثورية الجادة لضرورة معاودة قراءة
تجربة ثورتنا ومسيرتنا بهدف استخلاص الدروس والعبر. واعتقد سعدات أن انجاز مهمة الوحدة الوطنية في هذه الأيام كاستحقاق
وشرط ضروري لنجاح فلسطين في الأمم المتحدة وتحقيق مطالبها بانتزاع الاعتراف الدولي
بالدولة الفلسطينية. وطالب الجميع بالقيام بدوره ووظيفته المحددة في هذه المرحلة
التاريخية،مؤكدا على ضرورة الذهاب للأمم المتحدة أو القيام بأي عمل سياسي أخر مهما
كان نوعه لا يعني أن يصبح بديلا عن دور المقاومة بكل أشكالها ووسائلها. وأضاف" نعاهد الشهيد
القائد أبو علي مصطفى بأن نبقى على دربه سائرين ولنهجه حافظين وأن نصون المبادئ
التي أصبحت ماثرة خالدة وتعاليم لمدرسته الثورية التي خرجت ولا تزال تخرج أفوجا من
الثوريين الأشداء الذين حملوا الراية بأمانة". وفيما يلي النص الكامل للكلمة: يا
جماهير شعبنا الفلسطيني المكافح وأمتنا الباسلة... تحية ملؤها الإيمان
بعدالة القضية وحتمية الانتصار.. تحية الشهداء الأكرم منا جميعًا الذين
رسموا بدمائهم وأشلائهم الطاهرة حدود معالم القضية وخريطة العبور إلى حيز
الحياة التي نناضل ونكافح في سبيلها جميعًا, فغدوا منارات تضيء لنا الطريق
وملهمًا في الصمود والعطاء.
أيها الأحرار على امتداد الوطن وفي كل مكان.. نقف
وإياكم اليوم بقلوب منحنية وهامات شامخة احترامًا وإجلالاً لمن كان قد لخص
معنى الانتماء الحقيقي للوطن وأغمض عينيه على رسم فلسطين, الوطن, المبدأ,
الهوية, القضية.
القائد
الوطني والقومي والأممي الكبير أبو علي مصطفى الرفيق الثائر والإنسان
المسافر على أجنحة الشهادة عن عمق قناعنة بضرورة وأهمية الجود بالنفس في
سبيل الوطن وعزته وكرامته.. كيف لا وهو القائل: أنّ اشتباكنا مع عدونا
مفتوح على كل الاتجاهات ولتشكل الشهادة رأس حرب المواجهة فيه.. وهو كذلك من
أعلن على الملأ حينما وطأت قدماه أرى فلسطين الطاهر بعد كل رحلة نضال في
أصقاع العالم "عندنا لنقاوم لا لنساوم".
أيها الأحرار.. إنّ
وقوفنا اليوم أمام هذه المناسبة المفعمة بأرقى معاني البطولة والفداء في
ظل استمرار عيشنا تحت وقع ظروف هذه المرحلة، التي تعتبر بتناقضاتها
وتعقيداتها الأكثر صعوبة وخطورة من عمر تاريخ ثورتنا وقضيتنا المعاصرة، من
جراء استمرار حالة التصعيد والإرهاب المنظم التي تمارسه دولة الاحتلال
الصهيوني بحق شعبنا وأمتنا ومقدراتنا المادية والمعنوية، على مسمع ومرأى من
العالم الاجمع ودونما تحريك ساكن، إن لم يكن تحت غطاء وحماية دولية، وخاصة
من قبل رأس حربة منظومة الإرهاب والظلم العالمي الذي تتزعمه أمريكا
وحلفائها عامة. وكذلك بسبب استمرار حالة الفرقة والانقسام الداخلي الذي لا
زال ينهش من جسد شعبنا ويمزق وحدتها، كما يضرب أسس أحد أهم عوامل قوته
وصموده, إضافة لاستمرار القمع والقتل ومصادرة الحريات على يد الأنظمة
الرجعية والظلامية في بعض بلداننا العربية, وهذا ما يُضاعف من حجم التحديات
المنتصبة في طريق كفاحنا ومقاومتنا ويجعل من إمكانية التقدم خطوة على طريق
انجاز أهدافنا الوطنية والسياسية أمرًا على درجة كبيرة من الصعوبة
والتعقيد في الوقت الذي نحن أحوج فيه لتوحيد صفوفنا واستجماع كل عناصر
قوتنا في سبيل امتلاك عناصر القوة التي تمكننا من الوقوف في وجه عدونا
وإجباره على التراجع والاندحار، لكن ورغم كل هذا وذاك فإنّ ما يبديه حشد
شعبنا وأمتنا من صمود يومي ومقاومة بكل أشكالها شعبية سلمية كانت أم عنيفة
ليؤكد بالقاطع والملموس على مدى تمسك جماهيرنا وقواها الحية بخيار المقاومة
والتغيير في سبيل الحرية والانعقاق من الظلم والاستغلال.
أيها الصامدون في كل مكان .. إن
المدرسة الثورية التي قادها ومثل سجاياها ومفاهيمها الثورية والأخلاقية
والإنسانية شهداء ثورتنا وفي مقدمتهم الشهيد القائد أبو علي مصطفى والشهيد
الرئيس ياسر عرفات والحكيم جورج حبش والشيخ احمد ياسين والشيخ فتحي الشقاقي
والرفيق عمر القاسم وكنفاني ووديع حداد والكمالين وغيرهم من الأعلام
الثورية التي غدت أيقونات خالدة لهذه المدرسة التي ستبقى تمخر عِباب
التاريخ عابرة مراحله على اختلاف ظروفها وتعقيداتها لا يثنيها الصعاب ولا
الشدائد، وحقًا ستصل لتحقيق الأهداف التي ولدت من اجلها، وفي مقدمتها
الحرية والعودة وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على كامل
ترابنا الوطني المغتصب وبناء نظامنا الديمقراطي والاجتماعي التقدمي, ولعل
إيماننا بهذه الحتمية التاريخية والإمكانية الواقعية بتحقيق هذه الأهداف
مستمد أولاً من قناعاتنا الراسخة بعزيمة وصلابة شعبنا وامتنا والقوى الحية،
وكذلك من إرادة الثوار التي تعمدت في ميادين المواجهة والفعل الثوري وكذلك
من عميق إيماننا بأنّ المبادئ الثورية التي تتعمد بدماء أصحابها والمؤمنين
بها ستبقى أبدًا تشكل طاقة قوة الدفع والحربة بجحافل الثوار المؤمنين
بقدسية الثورة وتضحياتها التي ليس لها ثمن سوى انجاز كامل أهدافها المقدسة.
واليوم
ونحن نقف لنحيي ذكرى استشهاد القائد والمعلم الخالد أبو علي مصطفى الأمين
العام الثاني لحزب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وعضو اللجنة التنفيذية
لمنظمة التحرير الفلسطينية العائد للوطن على وقع مبدأه الأصيل "عدنا
لنقاوم لا لنساوم" وصاحب الدعوة الثورية الجادة لضرورة معاودة قراءة تجربة
ثورتنا ومسيرتنا عمومًا وذلك بهدف استخلاص الدروس والعبر، وفي سبيل إعادة
بناء مؤسساتنا الوطنية وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية وتنظيمها على
أُسس ديمقراطية تقدمية بحيث تضمن الحفاظ على سلامة وحدتنا الوطنية وبناء
الإستراتيجية السياسية الجادة القادرة على تقديم الإجابات الحقيقية على
الأسئلة التي يطرحها الواقع خاصة بعد أن أثبتت التجربة العملية مدى خطورة
غياب الإستراتيجية السياسية الوطنية الشاملة، وفشل كل المراهنات على الحلول
الجزئية أو الانتقالية على شاكلة أوسلو وما لحق ذلك أو النتائج المدمرة
التي وصلنا إليها، هذا في الوقت الذي لا زال التاريخ يقف أمامنا ويدق أبواب
عقولنا وضمائرنا ونحن مقبلون على استحقاق أيلول والقيام بتنفيذ خطوة
سياسية ربما هي الأولى من نوعها من حيث مستوى الجدية والتأثير على مصير
قضيتنا الوطنية جميعًا, نعتقد انه من الضروري امكان ومن غير المجدي
الاستمرار بإدارة الظهر لمبدأ ومحددات العمل السياسي الناجح الذي يستند
للوحدة الوطنية وللقوانين العلمية، بل انه العكس والعكس تمامًا، هو الذي
يجب أن يحدث ويتحقق على أرض الواقع، وبالتالي فإننا نعتقد أن انجاز مهمة
الوحدة الوطنية في هذه الأيام كاستحقاق وشرط ضروري لنجاحنا في الأمم
المتحدة وتحقيق مطلبنا بانتزاع الاعتراف الدولي بدولتنا الفلسطينية، وعليه
فإنّ الجميع مطالب القيام بدوره ووظيفته المحددة في هذه المرحلة التاريخية
إزاء هذه القضية الهامة والحساسة، وفي السياق ذاته فإننا نؤكد بأنّ الذهاب
للأمم المتحدة أو القيام بأي عمل سياسي أخر مهما كان نوعه لا يعني أن يصبح
بديلاً عن دور المقاومة بكل إشكالها ووسائلها خاصة في ظل فهمنا لحقيقة
عدونا الإرهابي العنصري الذي لا يفهم سوى لغة القوة، ولا شيء يجبره على
التراجع والانكفاء سوى القوة والفعل المقاوم.
وفي
الختام فإننا نعاهد الشهيد القائد أبو علي مصطفى بأن نبقى على دربه سائرين
ولنهجه حافظين وأن نصون المبادئ التي أصبحت مأثرة خالدة وتعاليم لمدرسته
الثورية التي خرّجت ولا تزال تُخرّج أفواجًا من الثوريين الأشداء الذين
حملوا الراية بأمانة، فمنهم من انضم لكوكبة الشرف العظيم ومنهم من لا
يزالون يتواصلون على هذا الدرب المقدس، وان نبرق بأسمى آيات التضامن
والتعاضد الوطني والإنساني لذوي الشهيد وأسرته متمنين أن نتمكن في العام
القادم من إحياء الذكرى المقدسة وقد تحققت أماني وطموحات شعبنا وأمتنا وكل
الأحرار والثوار في العالم.
نم قرير العين رفيقنا ومعلمنا وقائدنا أبا علي فخلفك ثوارًا يملؤون الأرض ضجيجًا
المجد للشهداء والنصر للثورة وإننا حتما لمنتصرون الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات – أبو غسان عزل سجن نفحة الصحراوي 27/8/2011