لم أعـدْ داريا إلـــى أينَ أذهبْ
كـلّ يومٍ أحــسُّ أنك أقـــربْ
كـلّ يومٍ يصيرُ وجهـك جــــزءاً
من حيـــاتي ويُصبحُ العمرُ أخصبْ
وتصيرُ الأشكالُ ...أجملُ شــــكلاً
وتصيرُ الأشياءُ أحلى وأطـــــيبْ
قد تسرّبتِ في مسامـاتِ جـــلدي
مثلما قطرة النّدى تتــــــسرّبْ
إعتيادي علـى غيابك صعــبٌ
واعتيادي على حضورِك أصعبْ
كم أنا ..كـم أنا احبُّـك.....حتّى
إنّ نفسي من نفسهـا تتعجّـبْ
منذ أن أحببتك الشــموسُ استدارتْ
والسماواتُ صرنَ أنقى وأرحـــبْ
منذ أن أحببتك البحارُ جميعـــــاً
أصبحتْ من مياه عينيكِ تشـــربْ
حبُّــك البربـريُّ أكبـــرُ مـني
فلماذا على ذراعيك أصلــــبْ
خطأي ...أني تصورتُ نفســـي
ملكاً يا صديقي ليس يُغلـــــبْ
وتصرّفتُ مثـــــل طفـلٍ صغيرٍ
يشتهي أن يطولَ أبعد كوكــــبْ
سامحيني إذا تماديتُ بالحلــــــمِ
وألبستكِ الحريرَ المقصّــــــبْ
أتمنى لو كنتِ بؤبؤ عينــــــيّ
أتراني طلبتُ ما ليس يطلبْ...!!!؟؟
أخبريني مـن أنت إن شعــــوري
كشعـورِ الذي يطاردُ أرنـــــبْ
أنت أحلى خرافةٍ في حياتـــــي
والذي يتبَـعُ الخرافاتِ يتعــــبْ
الشاعر نزار قباني