أيــهــا الكامـن في اللهـفـة كاللهـفــة كـن لــي أبـــدا الخروج من الحـيز الضيق إلى المـدى الواسـع للإبـداع ، قدرة على تخطي الحدود حين تتوافر الإرادة والإمكانات وقبل كل شيىء بقدرة الإنســان على صناعة الحيــاة حين تتوفر له الضروف. فالذهن قـد يشــرد، والذاكــرة قـد تخــون ، والعـقـل قـد يســرح هـنا وهـناك ، والحــواس تـتلاعب . لا ينبض القلب كـل يــوم ، وإنما يـتمادى في فرحه وطغيـانه، يـقـفـز فجــأة ويـرقـص . ويغـادر دورته الدموية العاديـة ويعـانـق الكــون ، ويغــادر الجســد إلى الشـارع ويـقـطـف باقـة زهـور من الحـديقـة العامة ليـقـدمها لكِ ويعــود لمكانـه معبــرآ عن علاقـة صداقــة جـديـدة تسموا بها الذات وتعتلي بها النفس ويبوح بها الفؤاد ليضيف إلى الحياة حياة وإلى الروح روحآ والى الجراح بلسمآ. بين فصل المـاء وفصـل النار يقـفـز القلـب من مكانـه ليـُطـفىء النـور بالنـور و بـهــذه العـتمة أغوص ببـحارها و جـُزرها و شـطأنها وأهـَـدافها و وشوشاتها وأسَـرارها كما أنه لها وعيهـا هو القـلـب ســر الأســرار ومـرآة الكائـن الحي ، هـذا الجـوهـر الناصع الرصيـن ،هـذا الذي فــوق الوصــف ، هـذا الـذي يـنـزف كـلما مــات ،ويـنـزف أيـضآ كـلما عــاش. والحب ليــس نــِتــاج القلــب فقــط ، ولكـنه إنـشــودة العـقــل ومـوســيقــاه الراقـية الرائـقة، و ربمــا لــُغـزهِ الــذي لا يـســتـطـيع تـفسـيـره ولــن يســتـطـيـع ، ولــولا الحب لماتت الحيــاة، نعــم هــكــذا ، وبهــذه البســـاطة المشــاكسـة ، نعــم هكــذا، وبهــذه البســاطة العـمـيـقة ، المفرطة في عـمـقـها إلى درجــة الإجـــرام . الحب ليــس ما يتــردد في الأغــاني والأفــلام والكـتـب والمجــلات والســـهرات والقصائــد العربـيــة كلهـــا وإنــما هــو ( لـيــس ) ما يتــردد في كــل ذلك.الحب أيهـا الإنسـان هــو أنـت ، ومن دونـه لا تعـود أنـت أنـت. وتكـون كائـنآ آخـر خـارج الكـون خـارج الحيـاة. فلـيـس من المتــصور أبـدآ أن يـعـيــش إنســان حـي معـتمـدآ فـقـط على التـنـفــس وعلى حركــة الشـهـيـق والـزفيـر وعلى إحسـاس الحـواس الخمـس . العلاقـة بالكـون من حــولك بما حـولك وبـمـن حـولك بالســماء بالأرض بالبحــر بالغـيـــم بالبــرق بالمطـر بالرجــل والمــرأة والطفـل ، العـلاقة بالكـون من حـولك تعــني العلاقـــة بــــك .تعــني مــدى إنسـجامك معــك. مع ذاتــك ومع ذاتـهـا . سـأغـني لهــا وجعـآ خالصـآ ، فرحـآ خالصـآ، حشــرجـات مروج ولهــا و ولوج، غــابــة وغـنـوج ، رقـصـة ، صخـبآ ، وزنــوج وسـوف الــقـنـهــا درجـات الغـوايـة. ما هـــو الحب إذآ ؟ هــذا ســـؤال ســخيــف ولن أجـيـب عــليـه حتـى ولــو سـقـطتُ في الإمتحـان. الحب منذ ُ بدايته إلى نهايته ، بين كل يوم و يوم ، وحلم وحلم ، كنز من العسل العذب والصعب. أمـا كتابته فــهــو العســل المر با لـذات.