من حين لآخر، ودون أدنى خطأ منك أو سبب واضح، يمكنك أن تقابل أشخاص يظهرون لك العداء، أو حتى الكراهية. وقد يحاولوا أحيانا تخريب كلّ جهد تقوم به في محيطك، وجعل حياتك مزعجة وبائسة. ولكن هل يجب عليك الاحتذاء بهم، وتتبع خطاهم إلى طريق الشر والحقد؟ كلا، يجب أن تكون أذكى من ذلك، وتأخذ الطريق السريع إلى الخير والعمل الجيد، وإذا كان ممكنا أيضا أن تلتف حولهم وتتركهم خلفك.
بدلا من الردّ إلى شخص بغيض، استمرّ في الحديث عن يومك كما لو أنّك لم تلاحظ مداخلته السخيفة. وعندما يرد اتصال لهم مثلا، ابتسم بشكل لطيفّ وقول "عزيزي، الاتصال لك. هلّ بالإمكان أن تأخذه أو هل آخذ رسالة؟ "لا تمنحه الشعور بالرضا بأنك تفكر في ما قاله سابقا. عامله بنفس الاحترام والدفء الذي يحبب كل الآخرين بك.
الأفعال العشوائية الطيبة يمكن أن تذوّب أثلج قلب. إذا سمعت بأن الشخص الذي يكرهك مريض، اشتر له بعض أقراص الدواء. إذا عرفت بأنّه لا يحبّ إلا قهوة معينة في الصباح، قوم بشرائها له. بعض الناس يتصرفون بطريقة بغيضة لأنهم عاشوا تجارب سيئة مع أشخاص بغيضين في الماضي. وبالتالي استعملوا غضبهم كآلية دفاع لإبعاد آخرون. وإذا تصرفت مثلهم، فقد يراك الآخرون إنسانة بغيضة أيضا. ولكنك لست كذلك فأنت صاحب القلب الكبير أليس كذلك!
بالطبع هذا السؤال ليس بالسهل، خصوصا وأنه لا يحبك ولا يثق بك، ولكن اختار اللحظات التي تكون فيها هادئ، أو منفتح على الكلام، وحاول معرفة المزيد عن حياته. لقد عملت في أحد المرات مع سيدة بغيضة جدا، كانت لا توفر جهدا في أن تحول وقت دوامي إلى وقت عصيب، ومليء بالتوتر. ولكنني بالصبر والكلمة الطيبة استطعت أن أحطم الجدار البغيض الذي لفته حولها وتمكنت من معرفة سبب بغضها للآخرين. لقد كانت تعاني من زواج فاشل وأهل لا يسمعون، وهكذا وبلا شعور كانت تفرغ غضبها منهم علي. ولكن بعد أن أظهرت لها الاحترام وسمعت قصتها وحاولت مساعدتها، تحسن تصرفها معي.
بالطبع، كل شخص له مميزاته الشخصية الخاصة به، ولذا لا يمكن الجزم دائما بأن التعامل الجيد والطيف يمكن أن يولد صداقة متينة مع شخص كان يكن لك العداء، بل على العكس، قد تتقرب منك، فقط لتمعن في أذيتك. لذا إذا شعرت بأنه لا فائدة ترجى من التعامل اللطيف معها، ابتعد عنه، أو حاول الابتعاد عنه، ولكن اختار أساليب تعامل طيبة معه، لا تتركه يحولك إلى شخص بغيض مثله. إذا صرخ في وجهك، تمالك أعصابك، وقابل سيئته بالحسنة. ليس لأنك ضعيف ولكن لأنك صاحب القلب الكبير.