احتشد أكثر عشرات الآلاف من قيادات وأعضاء وأنصار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجماهير شعبنا في ملعب فلسطين بمدينة غزة في مهرجان جماهيري حاشد لاحياء ذكرى انطلاقة الجبهة الثالثة والأربعين.
وأكد عضو المكتب السياسي للجبهة النائب جميل المجدلاوي أن الانقسام الداخلي مهما كانت مبرراته لدى طرفيه ألحق بشعبنا وبقضيتنا أفدح الأضرار، مشدداً أن المفاوض أصبح أكثر ضعفاً، والمقاوم أصبح ضعيفاً وتضاعفت القيود المفروضة عليه.
وجدد المجدلاوي تمسك الجبهة بالمقاومة لحق مشروع لشعبنا، بكل أشكالها الدعاوية والاقتصادية و الجماهيرية والمسلحة، مخطئاً كل من يعلن تخليه أو ادانته لاي شكل من اشكال المقاومة، داعياً لتشكيل جبهة مقاومة موحدة تقرر متى وكيف وأين نقاتل.
وقال خلال كلمة الجبهة في المهرجان أن السلطتين والتناقضات التي تنخرهما أصبحت مطية لمراكمة الثروات والنفوذ بما يهدد الجميع ويوسع من دائرة الشرائح التي تستفيد وتتغذى بالانقسام من جهة وبالعلاقة مع العدو من جهة أخرى.
ومد المجدلاوي يد الجبهة لحركتي فتح وحماس لتصويب سياسة وممارسة الحركتين، وقال: "لنستعيدهما، لتعود الحركتان كما كانتا وكما ينبغي ان تكونا جزء أصيل ورئيس من قوى الشعب الواحدة الموحدة، قوى الشعب الصامدة و المقاومة".
وحذر المجدلاوي طرفي الانقسام، قائلاً: "لن نبقي حواراتنا في غرف مغلقة، سنصارح الجماهير بالحقيقة لأنها أولاً وأخيراً هي من تضحي، ومن يدفع ثمن الصواب والخطأ، وهي صاحبة المصلحة في استمرار الثورة حتى النصر، فمن حقها أن تعرف ومن حقها أن تحاسب".
واشار إلى أن الجبهة قالت بأشكال وأساليب متعددة لأخوتنا في قيادة حركة حماس، أنه لا يجوز لكم ولا يحق لكم أن تجعلوا من أبناء حركة فتح أو غيرهم رهائن هنا، وموضوعاً لردود أفعالكم السلبية على ما تقوم به الأجهزة الأمنية في الضفة ولا يجوز ولا يحق لكم ملاحقة منظمات المجتمع الأهلي أو أن تفرضوا عليها رأيكم ورؤيتكم.
كما أشار الى أن الجبهة قالت لاخوتنا في حركة فتح أنه لا يجوز ولا يحق لكم أن تقبلوا ما تقوم به الأجهزة الامنية في الضفة من ملاحقة و اعتقال بحق أبناء حركة حماس وبحق غيرهم من المناضلين، لا بذريعة الأمن وعدم تكرار ما جرى في غزة، أو بذريعة الالتزامات الأمنية البائسة والتنسيق الأمني الكريه التي ترتبها اتفاقيات أوسلو.
وأكد المجدلاوي أن الوحش الصهيوني كشر عن حقيقة ما أراده من اتفاقيات أوسلو وأظهر بوضوح أنه لا يريد منها سوى الالتزامات الفلسطينية، لتنظيم شؤون احتلاله، والاستمرار في توسعه الاستيطاني، ليصبح احتلاله أقل الاحتلالات كلفة وفق التوصيف الذي أطلقه الرئيس أبو مازن نفسه.
ورأى المجدلاوي أن التوصيف الذي أطلقه الرئيس أبو مازن لم يكن هفوة أو زلة لسان، بل هي الحقيقة التي أكدها من علموا ولا يزالوا في ملف المفاوضات أو قيادات فتح، واصفاً اياه بأنه "احتلال مربح، يلخص بؤس الأوضاع الفلسطينية الراهنة أكثر منها وصفاً لحالة العدو".
ودعا جماهير شعبنا وقواه السياسية والمجتمعية إلى أن تكون هذه العبارة الأساس والمدخل لمراجعة وطنية جماعية سياسية وتنظيمية شاملة لأوضاعنا لنستخلص دروس هذه الفترة والفترات السابقة من مسيرة الثورية والمقاومة والانتفاضتين المجيدتين.
وجدد المجدلاوي تأكيد الجبهة المستمر على وحدانية منظمة التحرير الفلسطينية كاطار جامع وموحد لكل الشعب، مؤكداً أنه من الخطيئة التبشير أو العمل لغير ذلك، لأن التنكر للمنظمةي فتح الباب لكل الرياح السامة والمسمومة التي تريد أن تبدد وحدة شعبنا، مؤكداً أن مؤسساتها وآليات عملها ونواظم العلاقات فيها تحتاج الى معالجة وتصويب وفق ما جاء في اعلان القاهرة 2005 ووثيقة الوفاق الوطني 2006.
وفي تعقيبه على حالة التعديات على الحريات العامة والخاصة، أكد المجدلاوي أن التعددية حالة موضوعية يعيشها شعبنا، تفرض علينا أن تقوم علاقتنا على أسس ديموقراطية قائمة على احترام التعددية واحترام الآخر وحقه في طرح رأيه ورؤيته والاحتكام بعد ذلك للشعب، مؤكدا أن اعتماد الانتخابات وفق مبدأ التمثيل النسبي هو النظام الأمثل الذي يستجيب لواقع التعدد بكل مكوناته.
وفي كلمة خاصة موجهة لأعضاء الجبهة الشعبية لمناسبة انتهاء عملية التحضير للمؤتمر الوطني السابع للجبهة، أكد المجدلاوي أن هذا المؤتمر يحمل وضعاً وطابعاً خاصاً فهو يأتي بعد مساحة زمنية جرت خلالها مياه كثيرة ودماء عزيزة وغزيرة، من استشهاد رفيقنا وقائدنا الرفيق أبو علي مصطفى، ثم استشهاد قائدنا المؤسس الرفيق جورج حبش، واعتقال الرفيقين الأمين العام ونائبه معاً لفترة جاوزت السنوات الخمس ليطول اعتقال رفيقنا الأمين العام لأكثر من تسع سنوات حتى الآن.
وشدد ان طريق التجديد والديموقراطية الذي شقه الرفيق المؤسس تتواصل لتفتح الباب أمام تقدم الجديد، بشكل رفاقي وصحي يراكم الخبرات ويعاضدها، مخاطباً الشباب: "تقدموا ايها الشباب والشابات وسعوا صفوفكم في الحزب، وسعوا وجودكم في هيئاته القياديه، بالانحياز للكادحين والفقراء، بالعلم، والعمل الدءوب.
وحث المرأة الجبهاوية على توسيع مشاركتها، مؤكداً أن الثورة تقترب من لحظة الانتصار كلما توسعة مشاركة المرأة فيها، فلا طير بدون جناحين، ولا انتصار للثورة دون الاسهام الفاعل للمرأة.
وفي كلمة للأسير المحرر مصعب بشير باسم كل الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال طالب القوى الوطنية والاسلامية بالنضال من أجل تحرير الاسرى والاسيرات باعتبارها أولوية لا مجرد مناسبة عابرة.
ودان بشير الانقسام السياسي المشين، مؤكداً أن الأسرى مصممين على تجنيب أنفسهم هذا الانقسام المدمر، الأمر الذي نجحوا خلاله بصوغ وثيقة الأسرى في العام 2006 التي أصبحت تعرف بوثيقة الوفاق الوطني.
واستعرض الأسير المحرر سياسات الاحتلال العنصرية ازاء الاسرى والأسيرات من حرمان من الزيارة، ومن النظر من النوافذ، وتعريضهم للتفتيش العاري والاهمال الطبي، ومنع اداخال الكتب والملابس وغيرها الكثير الكثير من الممارسات اللا انسانية، التي تستهدف افراغ الأسير المناضل من كل محتوى ثوري.
وفي ختام كلمته، طالب منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وكل فصائل العمل الوطني والاسلامي بالعمل على تحرير الأسرى، وبتأمين احتياجاتهم والتواصل مع أسرهم حتى يتحقق تحريرهم، ناقلاً تهانيه وتهاني الأسرى والاسيرات للجبهة في انطلاقتها ال43.
هذا وتخلل المهرجان فقرات فنية وشعرية وخطابيه متعددة، فيما اختتمها الفنان الفلسطيني أحمد عساف بأغنية ثورية جديدة للجبهة حملت اسم "عصّب جبينك".
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]