حًكٍاَآيِهًـ قَلِـَبً °•√♥ V.I .P ♥√•°¨
مُشارڪاتے •|~ : 1420 ميلادي •|~ : 09/01/1989 تاريخ جيتـڪ : 14/05/2010 عُمري •|~ : 35 جنسے•|~ :
| موضوع: كل عام هجرى والامه الاسلاميه بخير الثلاثاء 7 ديسمبر - 0:47 | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
يُشرق على الوجود هلال المحرَّم،فيجدِّد في دنيا الإسلام ذِكرى من أروع الذكريات، وأجلِّها خطرًا،وأعظمِها أثرًا في مسيرة الإنسانية، ذكرى حادث لم يَعرف له التاريخ نظيرًافي أمَّة من أمم الأرض، ولا في حياة زعيم من زعماء الدنيا، ذلك هو هجرةالمختار - صلوات الله وسلامه عليه - من مكةَ إلى المدينة المنورة، تلكالهجرة التي تجلَّى فيها صدقُ الإرادة، وكمال البطولة، وقوة الإيمان، وشرفالفداء والتضحية، والتي فرَّقت بين الحق والباطل، والخير والشر، وفصَلتْبين الهدى والضلال، والنور والظلام، وأرستْ دعائم العدالة، وأعلَتْ صروح،فنضرت وجه الأرض، وعدَّلتْ مجرى الحياة.
وكلخير أصابه المسلمون، وكل رشاد ظفرتْ به البشرية، منذ هاجرت رسالة التوحيدإلى يثرب؛ إنما كان ثمرةً طيبة من ثمار هذه الهجرة المباركة.
فماكانت الهجرة إلا تحريرًا للإنسان من رِقِّ الطواغيت، وإنقاذًا للبشريةالمعذَّبة من ضلال الجاهلية، وحماقة الطغيان، وإلا حفاظًا على صرح الأخلاقالفاضلة، الذي شاده الأنبياء من قبل محمد بن عبدالله - صلوات الله وسلامهعليه - وجاء هو ليكمل دين الله ويتم البناء؛ ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].
فقدكانت الهجرة انتصارًا للحق الأعزل - إلا من الإيمان - في مواجهة الباطلالمدجج بأسلحة البغي، يريد أن يفتك به، ويكتم أنفاسه، ويعطِّل موكبه عنالمسير.
ولم يكن انتصار الحق بالهجرة الكريمة سهلاً لينًا،وإنما كان موضع ابتلاء ومحنة، تعرَّض فيها لأقذر مؤامرة، وأبشع جريمة،ولكن الحق كان مؤيدًا بالجهاد، والصبر والثبات، والتضحية والإيثار،والفداء والشجاعة، والإيمان والثقة بنصر الله؛ ﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ﴾ [الأنبياء: 18].
فقدظلَّ الرسول العربي - صلوات الله وسلامه عليه - في مكة ثلاثةَ عشرَ عامًامن عمر نبوَّته، يدعو إلى توحيد الله، وشرف الإنسان وكرامته، ويفتح القلوبعلى الحق والنور، والسيادة والعزة، قال للعرب: حطموا هذه الأصنام، وتعالواإلى كلمة سواء: ألاَّ نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئًا، ودعا قريشًا -سادة العرب - أنِ اتركوا هذه السيادةَ؛ فما كان بعض الناس أربابًا لبعض،وإنما الناس كلهم سواء، لا فضل لأحد على أحد، إلا بالتقوى والعمل الصالح،وهتف بكسرى وقيصر: أن دعا هذا الجبروتَ الظالم، وتلك الربويةَ الكاذبة،واتَّبعاني أهدِكما سبيلَ الرشاد، ولكن صادفتْه قلوبٌ عليها أقفالها،ونفوسٌ أوصدتْ عن قبول الحق، وانصرفت عن الهدى إلى متابعة الهوى والشيطان،ولم يستجب له غيرُ قلَّة قليلة، تحمَّلت لأواءَ دعوته، وخلافَ قومهوعشيرته، فاستمرأتِ العذابَ في سبيل الحق، واستعذبت الألم في سبيل الله،واشتدَّ الأذى به وبالنفر الذين استجابوا لدعوته، وتنوَّعت مواقف المشركينضده؛ مِن السخرية والاستهزاء، إلى العنف والاضطهاد، إلى اللين والإغراء،ولكنه ثبت على الحق، وصبر على الأذى، فما ضَعُف ولا خارَ، ولا لانتْ لهقَناة، فراحوا يعرضون عليه المال والسلطان؛ ولكنه أبى إلا أن يكون داعيًاإلى الله، وأعلنها قويَّة مدوية، ما زالت تتردد في أسماع الزمان: ((واللهلو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمرَ، ماتركته، حتى يظهره الله، أو أهلك دونه)).
وأزعج هؤلاء الطغاةَ أنَّ ركْبَ الهدى يتقدَّم،وأن قائده لا يَثْنيه عن هدفه عنفٌ، ولا يغريه لينٌ، وأعيتهم الحيلُ، ولميجدوا وسيلةً تريحهم من الدعوة الجديدة، إلا بالقضاء على محمد، فقدتشاوروا فيما بينهم، وانتهى رأيهم إلى أن يختاروا فتيانًا أشداءَ من كلالقبائل، يرصدونه أمام بيته حين يهدأ الليل، ثم ينقضون عليه ضربة رجلواحد، فيستريحون منه، ويتفرَّق دمُه بين القبائل، فتنوء بنو عبدمنافبثأره، وترضى بديته، ولكن الله من ورائهم محيط، فأطلع رسوله على مكرهم،وأذن له بالهجرة إلى يثرب؛ ﴿ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَالَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَوَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ﴾ [الأنفال: 30].
وفيالليلة الموعودة فيما بينهم لسفك الدم الزكي، وإزهاق روح الدعوة، أحاطالنفر الأشقياء بدار النبوة، وكان فيهم أبو جهل، وعقبة بن أبي معيط، وأميةبن خلف، والنضر بن الحارث، وطعمة بن عدي، وزمعة بن الأسود، وغير هؤلاءالصناديد، ممن بلغوا مائة عدًّا.
وماكان بيت النبوة مدينةً محصنة، ولا قلعة مُحكَمة، ولم يكن بداخله عدد غفير،حتى تواجهه قريش بهذا الحشد الجلد بعد تشاور وتحاور، وإنما كان بيتًامتواضعًا، لا يعز على مقتحم، ولا يستعصي على متسلِّق، وإنما كان في داخلهمع محمدٍ شابٌّ تحدَّى وحده جموعَ الشباب المتربص، في شجاعةٍ مؤمنة،وفدائية جريئة.
ورقدعلي بن أبي طالب في فراش النبي، وغطَّاه - صلوات الله وسلامه عليه -بردائه الحضرمي، وخرج يخطو على اطمئنان الواثق بنصر الله، في مواجهةالموقف الحاسم، الذي صمَّم الكفرُ فيه على تنفيذ مؤامراته، التي أعد لهاهذا الحشدَ الفتي المسلَّح، خرج على الجمع المتربص به في عتمة الليل وهويحثو التراب على رؤوسهم، يتلو قرآنه: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ ﴾ [يس: 9]، فإذا الشباب المتحفز مغشيٌّ على بصره، مطموس على بصيرته، فقد طلعت عليهم شمسُ الوجود، ونور الحق، فهل تحس منهم مِن أحد، أو تسمع لهم رِكْزًا؟!
ومضى الرسول إلى بيت صاحبه أبي بكر، على موعد معه، ومن هناك خرجا إلى غار ثور، ثم يواصلان الرحلة إلى يثرب.
وبَقِيَ القوم يترقَّبون النبيَّ، مطمئنين إلى أنهم سيقضون به أمرًا يؤمِّنهم على ما هم عليه، ويُبقي على آلهتهم وضلالهم.
وشربتْ قريش كؤوسَ الندامة عندما عرَفتْ أن فتيانها باتوا ليلتهم حُرَّاسًا لعليٍّ،لا متربصين بمحمد، وفشِلتِ المؤامرةُ، وسقط التدبير، وفسد المكر، وأفلتَالزمامُ، ولم يعد أمامهم مِن أملٍ، إلا أن يدركوه فيحبسوه، أو يقتلوه،فأغلوا الجعل لمن بالقصاص إلى ذلك الغار، فإذا حمامات مستكنة في عشها،وإذا شجرة تمتد فروعها، وتتصافح أغصانها، وإذا عناكب تتشابك خيوطها،ويتكاتف نسجها، فيحلف أحدُهم أن نسج هذا العنكبوت أقدم من ميلاد محمد،ويتجمَّع القوم ويتفرقون، ويتناقشون ويتحاورون، والرسول في الغار وقدأُحيطَ به مِن كل جانب، والقفاة وقريش كلها تملأ الفجاج، وتقذف بلهب الغيظوالحقد، فلا يهن عزمُه، ولا يرجف فؤادُه، ولا يفقد ثقتَه بنصر ربه، ويخفققلبُ الصدِّيق خوفًا على الرسول، فيُثبِّته قائلاً له: ((لا تحزن إن اللهمعنا))، وبعد ليالٍ ثلاثٍ إذ خمدت نار الطلب، مضى الركب المهاجر في طريقه،تحوطه عناية الله، تلحظه في كل خطوة، وتدركه عند كل عقبة، وتدفع عنهالسوء، وتردُّ عنه الكيد، حتى ألقى رحلَه في يثرب، لتتخذ اسم المدينةالمنورة علمًا جديدًا لها، فكانت رِدْءَ الدعوة، وسندَ الحق، ومصدر النوروالعزة، وكانت وطن المجتمع الجديد، مجتمع الوحدة والإيثار، والعدالةوالمساواة، والعلم والحضارة.
وهناكصنع الرسول القادةَ، وراسل الملوكَ، وبعث البعوث، وملأ الدنيا بالنظموالمثل، التي فتحت القلوب بالعدل، والعقول بالعلم، والبصائر بالنور.
ومنهناك، بدأ الزحف المجيد للحملة الإلهية، التي جرَّدها الله على الكفر،والبغي، والجهل، وجعل قائدَها محمدَ بنَ عبدالله، ولم يقف الزحف النبويولم يتباطأ، فلم يمضِ شهر بدون معركة ينتصر فيها الحق، وبدون تشريعوتجديد، وعادت الدعوة الطريدة إلى مكة بالفتح الأكبر، تملك الزمام، وتنشرالسلام، وتؤثر العفو والصفح، وأكملَ الله الدِّين، وأتمَّ النعمة، ودخلالناس في دين الله أفواجًا.
وهكذا لم تكن الهجرة فرارًا من الميدان،ولا مجرد انتقال من بلد إلى بلد، وإنما كانت هجرة من أرضٍ جثم فيها الشرك،وحكمها الجهل، وسادها البغي، إلى أرض سطع فيها نور الحق، وأشرق منها ضياءالتوحيد.
وكانت ثورة على الظلم: ظلم النفس بالشرك والرذيلة، وظلم المجتمع بالطغيان والفوضى.
وكانت حربًا على الضعف الإنساني في شتَّى صوره وألوانه،وانتصارًا للحق مهما بطشتْ به قوة الباطل، وكانت تأسيسًا لأول دولةٍدعائمُها العدلُ والعلم، والحريةُ والحضارة، والإخاءُ والمساواة، في ظلوحدة الأمة التي رضيها الله لعباده: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 92].
وما أشبهَ الليلةَ بالبارحة! فذكرى الهجرة تطالعنا اليوم، ونحن نواجه قوى الشر والعدوانوهي أشد ضراوة، تريد أن تقضي من جديد على دعوة التوحيد، وتغتصب ديارها،وتذل أهلها، وتردُّ العالَمَ إلى عهود الجاهلية الأولى. والعبرةالواضحة من الهجرة أن الإيمان بالله، والثبات على الحق، والصبر علىالمكاره، والكفاح في سبيله - كلُّ ذلك يستلزم النصرَ، بإذن الله.
فليكنلنا في رحاب الذكرى مددٌ يوثق صلتنا بالله، ويربط على قلوبنا في معركةالمصير، حتى نصون الحق، ونسترد الأرض، ونطهر القدس، وترفرف أعلام السلامعلى أرض السلام؛ ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾ [الروم: 4- 5] [b][b][b]اللهم اهله علينا بالخير[/b][/b][/b] [b][b][b] اللهم رد هذه الامه الى دينها[/b][/b][/b] [b][b][b] ..[/b][/b][/b] [b][b][b] اللهم اجعله عاما مباركا ..[/b][/b][/b] [b][b][b] على الامة الاسلامية..[/b][/b][/b] | |
|