"خذوها إلى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] فيه"، كان رد أحد المشرفين العاملين في وكالة "الأنروا" على أحد أفراد عائلة الطفلة الفلسطينية منى منذر عثمان ابنة السنوات الثلاث التي ترقد بين الحياة والموت في الغرفة الرقم 635 في مستشفى حود الجامعي في صيدا منذ وقت طويل، وتحديداً منذ 11-6-2010، بعدما مكثت في مستشفى آخر وقتاً مماثلاً.
وكأنه لا يكفي عائلتها ما عانته ولا تزال تعانيه منذ أن فقدت المـأوى وتهجرت مع مئات العائلات التي نزحت من مخيم نهر البارد منذ اكثر من ثلاث سنوات، فالطفلة منى تصارع مرضين فتاكين: السحايا والسل في الدماغ. والدها، الذي يعمل سائق سيارة أجرة، لا يستطيع تحمل نفقات علاج ابنته خصوصاً بعد تقليص وكالة "الأنروا" خدماتها على الرغم من إعلانها أنها متكفلة بعلاج أبناء مخيم نهر البارد 100%. حيث أبلغتهم "الأنروا" أنها ستتكفل بنسبة 75 % من نفقة العلاج إذا كان المبلغ لا يتجاوز 30 مليون ليرة لبنانية، وعندما يتخطى المبلغ هذا الرقم، فستتكفل الأنروا فقط بما نسبته 50%، والنسبة مرشحة للانخفاض.
وقد وصلت فاتورة المستشفى حتى اليوم إلى مبلغ قدره 28 مليون ليرة، والعائلة بحاجة ماسة الآن الى المال لسداد الفاتورة التي لم يتأمن منها إلا القليل بفضل بعض المساعدات من قبل بعض الخيرين وأصحاب الأيادي البيضاء.
ومنى التي تملأ المستشفى صراخاً عندما تحرك جسدها، خضعت حتى الآن لعدة عمليات منها تركيب جهازين أحداهما في رأسها والآخر في بطنها، في حين ان وزنها الآن وصل إلى 8 كيلو غرام!!! وهي تأكل نادراً بواسطة الأنبوب، ولا تزال بحاجة الى عدة عمليات في يديها وقدميها....
[size=16]وإذا تم تأمين المبلغ وخرجت منى من المستشفى، فهي بحاجة إلى علاج طويل في مصح وقضاء فترة معينة فيه لأن وضعها الصحي لا يتحمل أن تعيش في منزل ذوويها المؤقت في مخيم البداوي، لأنها بحاجة الى رعاية خاصة جداً.
وتبقى تلك الطفلة التي ولدت في مخيم البداوي شاهدة على معاناة اللاجئيين الفلسطينيين في لبنان، منتظرةً وكالة "الأنروا" لتقوم بواجباتها تجاه أبناء مخيم نهر البارد وباقي المخيمات، بالإضافة إلى مساعدات بعض أصحاب الخير لتتمكن من مواصلة مشوارها في الحياة.
والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة... كيف يستطيع شعب محروم من أبسط امكانيات الحياة على أن يناضل من أجل قضية بلاده الوجودية؟ فهل الأمر اختبار لقدرتهم أم تعمد لإضعافهم؟؟؟