أكد قيادي بارز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن القرار الذي ستتخذه الجبهة رداً على انخراط ما وصفها القيادة "المتنفذة" في منظمة التحرير الفلسطينية في المفاوضات المباشرة سيبقى مفتوحاً على كافة الاحتمالات في المستقبل ارتباطاً بالتطورات اللاحقة، من بينها تعليق مشاركتنا في اجتماعات اللجنة التنفيذية .
وقال أبو سامي مروان عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية في مقابلة مع مراسل وكالة قدس نت للأنباء أن قرار الذهاب إلى المفاوضات جاء متعاكساً تماماً مع موقف الإجماع الوطني الذي عبرت عنه الفصائل الفلسطينية والمستقلون وهيئات المجتمع المدني الأمر الذي يجرد قرار اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير من أي شرعية سياسية فضلاً عن فقدانه للشرعية النظامية.
وجدد أبو سامي مروان التأكيد على عدم شرعية قرار اللجنة التنفيذية من الناحية السياسية والنظامية لكونه شكل خروجاً خطيراً عن موقف وقرار المجلس المركزي لمنظمة التحرير المتخذ في كانون الأول من العام الماضي بخصوص عدم الذهاب إلى المفاوضات مع الاحتلال الإسرائيلي على خلفية مواقفه المتعنتة حيال عدد من القضايا الهامة ومنها موقفه من استمرار الاستيطان.
وأشار إلى عدم توفر الشروط النظامية لاجتماع اللجنة التنفيذية في رام الله "الجمعة 20أغسطس الماضي" الذي أعطى الموافقة استئناف المفاوضات المباشرة لجهة عدم اكتمال النصاب ولعدم حيازة القرار على النسبة المطلوبة (النصف+1) إذ اقتصر عدد المشاركين في اجتماع اللجنة التنفيذية على 9 أعضاء من أصل 18 كما صوت لصالح القرار6 أعضاء من مجموع أعضاء اللجنة التنفيذية إي أن القرار اتخذ بثلث أعضاء اللجنة التنفيذية.
ووصف القيادي في الجبهة الشعبية البيان الصادر عن اللجنة الرباعية الدولية حول استئناف المفاوضات , لا يزيد عن كونه خدعة جديدة تهدف إلى استدراج الطرف الفلسطيني لتقديم التنازلات والتفريط بحقوق الشعب الفلسطيني والتغطية على جرائم الاحتلال وخدمة لمصالح ومخططات الإدارة الأمريكية، مؤكدا ان بيان الرباعية الدولية يتماهى إلى أبعد الحدود مع المطالب الإسرائيلية الأمريكية حيث انطوى على قبول ضمني بتشريع الاستيطان والحصار ومشروع الدولة المؤقتة ومساساً خطيراً بثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة والاستقلال وتقرير المصير، وتنازلاً عن قرارات الشرعية الدولية، وحتى عن بنود المبادرة العربية التي لم تقبل الجبهة بها أساساً.
وقال ان الدخول في المفاوضات التي ستنطلق اليوم الخميس في واشنطن في ظل هذا الوضع سيغري الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية بتصعيد الضغط على الطرف الفلسطيني وابتزازه لتقديم تنازلات أساسية تطال في جوهرها الحقوق والثوابت الفلسطينية وصولا إلى إنهاء حالة الصراع العربي الاسرائيلي، مشيرا ان هذه المفاوضات ستشكل غطاء تتستر به حكومة الاحتلال لمواصلة سياساتها العدوانية بالتوسع والاستيطان وتهويد القدس والمناطق المحتلة واستمرار الحصار على غزة.
وأوضح أبو سامي مروان انه لا يجب أن يغيب عن البال في مجرى التطورات السياسية في المنطقة ووسط حملة التهديدات الأمريكية الإسرائيلية بتوجيه ضربة عسكرية لإيران ولبنان وربما سوريا , مضيفا " فليس مستبعداً أن يكون أحد أهداف طرح المفاوضات المباشرة في هذه الفترة بالذات هو السعي لإعداد المسرح لحرب عدوانية أو ضربة عسكرية لإيران أو لبنان أو لكليهما وربما تطال سوريا كوسيلة لحل مسألة البرنامج النووي الإيراني وكل ما يعتبر تهديد للاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية ."
وحول مستقبل القضية الفلسطينية في الوضع الراهن ورؤية الجبهة على هذا الصعيد شدد أبو سامي مروان على ضرورة القيام بخطوات لوقف حالة التدهور الحاصل وفي مقدمتها التمسك بالمقاومة وتفعيلها بكافة أشكالها،بما فيها المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الاسرائيلي، واتخاذ مواقف سياسية وعملية لرفض المفاوضات، ودعا القيادي في الشعبية الى عقد لقاء وطني فلسطيني يضم كافة القوى والفعاليات الفلسطينية لمراجعة السياسة الفلسطينية الرسمية "البائسة"، ووضع إستراتيجية جديدة لمواجهة ما يحدق بقضيتنا من أخطار والعمل على حشد الطاقات الشعبية الفلسطينية والعربية للالتفاف حول المقاومة وبذل الجهود لكسب وتجنيد الرأي العام العالمي لدعم قضيتنا الوطنية العادلة."
`