وَلَيسَ الخُلدُ مَرتَبَةً تَلَقّى وَتُؤخَذُ مِن شِفاهِ الجاهِلينا
وَلَكِن مُنتَهى هِمَمٍ كِبارٍ إِذا ذَهَبَت مَصادِرُها بَقينا
وَسِرُّ العَبقَرِيَّةِ حينَ يَسري فَيَنتَظِمُ الصَنائِعَ وَالفُنونا
وَآثارُ الرِجالِ إِذا تَناهَت إِلى التاريخِ خَيرُ الحاكِمينا
وَأَخذُكَ مِن فَمِ الدُنيا ثَناءً وَتَركُكَ في مَسامِعِها طَنينا
صَحِبَ الناسُ قَبلَنا ذا الزَمانا وَعَناهُم مِن شَأنِهِ ماعَنانا وَتَوَلَّوا بِغُصَّةٍ كُلُّهُم مِنــــــــــــــه ُ وَإِن سَرَّ بَعضُهُم أَحيانــا
كُلَّما أَنبَتَ الزَمانُ قَناةً رَكَّبَ المَرءُ في القَناةِ سِنانا
وَمُرادُ النُفوسِ أَصغَرُ مِن أَن نَتَعادى فيهِ وَأَن نَتَفانـــــى
غَيرَ أَنَّ الفَتى يُلاقي المَنايا كالِحاتٍ وَلا يُلاقي الهَوانا
وَلَوَ أَنَّ الحَياةَ تَبقى لِحَـــــيٍّ لَعَدَدنا أَضَلَّنا الشُجعانــــــا
وَإِذا لَم يَكُن مِنَ المَوتِ بُدٌّ فَمِنَ العَجزِ أَن تَكونَ جَبانا
لا تَقولَنَّ إِذا ما لَم تُـــــرِد أَن تُتِمَّ الوَعدَ في شَيءٍ نَعَم حَسَنٌ قَولُ نَعَم مِن بَعدِ لا وَقَبيحٌ قَولُ لا بَعدَ نَعَـــــــم
إِنَّ لا بَعدَ نَعَم فاحِشــــــَةٌ فَبِلا فَاِبدَأ إِذا خِفتَ النَــــدَم
فَإِذا قُلتَ نَعَم فَاِصبِر لَهـا بِنَجاحِ الوَعدِ إِنَّ الخُلفَ ذَم
وَاِعلَمَ أَنَّ الذَمَّ نَقصٌ لِلفَتى وَمَتى لا يَتَّقِ الذَمَّ يـُـــــــذَم
أَنا بَيتي مِن مَعَدٍّ في الذُرى وَلِيَ الهامَةُ وَالفَرعُ الأَشــــَم
لا تَراني راتِعاً في مَجلِسٍ في لُحومِ الناسِ كَالسَبعِ الضَرِم